(يحيا الإنسان في دنياه وهو يرسم أهدفاً كبيرة وينسج في ذهنه تطلعات بعيدة، ويمتد به الخيال إلى آفاق رحبة ،حيث تحيطه رغبات كثيرة وتحتشد في ذاته توجهات متنوعة،حتى إنه ليجد نفسه في غابة واسعة من الرغبات ولأماني ولأحلام ، فيسخَر طاقاته كلها لخدمة أهدافه التي رسمها أو حاول رسمها والتي قد يصل بعضها وقد لايصل ، لكنه في كل الأحوال وعلى مختلف المستويات يرهق نفسه ليحقق التكامل الذي يطمح إليه بداية بمرحلة التعليم التي هي بمثابة المفتاح الذي يمكن المتعلم من خوض شؤون الحياة متسلحاً بالأداة العلمية التي تعينه على تبين الطريق ورسم الخطى بصفة واثقة على الدرب الذي يربط المقدمات المطلوبة بالنتائج الصحيحة .
وتسوقنا التأملأت الذهنية إلى ساحة فسيحة من النظر في الكون والتفكر في آلاء الله سبحانه ، وكيف يعيش هذا الإنسان بالآمال المديدة والأحلام اللذيذة ، كأنما خلق ليخلد في الأرض التي منها خلق وأليها يعود ، وهو ينسى أنه حين هبط إلى هذه الدنيا استهل صارخاً فزعاَ مما سيواجهه في حياته بها ، ولكنها ماإن يتكيف مع الحياة فيها حتى يألفها ثم يتشبث بالبقاء في كوكبها .
ومهما طال الأجل وامتدت الحياة فإن الإنسان يظل يرى أن الموت بعيد عنه ، وأن أجله آخر ما ينتظره من فواجع الدنيا ، وكأن الماضين قبله لا يشكل رحيلهم عبرة لنا حتى يأتي اليقين ويحين الحين،فيكون الرحيل ).
الراحل المقيم ابوزر انك باق فينا باذن الله
مع خالص تحياتى